Admin Admin
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 12/08/2010
| موضوع: كيف تتملص أمريكا من أخطائها؟ الأحد سبتمبر 12, 2010 2:48 pm | |
| كيف تتملص أمريكا من أخطائها؟
بقلم: كاثي كيلي/ دان بيرسون
المصدر: أنتي وور
ترجمة/ شيماء نعمان
مفكرة الإسلام: على الرغم من سقوط مئات الضحايا المدنيين في أفغانستان جراء الغارات التي تنفذها القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن الولايات المتحدة قلما تعترف بتورط جنودها في مثل تلك الفظائع، بل تتحرى وسيلة أخرى لا من أجل تفادي تكرار هذه الانتهاكات ضد المدنيين بل من أجل التملص من المسئولية واللوم.
وتحت عنوان "الأمريكيون لا ينكصون ولكن يتملصون" نشر موقع "أنتي وور" المناهض للحرب مقالاً كتبه كلاً من "كاثي كيلي" و"دان بيرسون" وهما منسقان مشاركان في حملة ( أصوات من أجل اللاعنف البناء) والتي تهدف إلى التصدي للحروب التي تخوضها الولايات المتحدة، وجاء فيه:
حينما قبل الرئيس الأمريكي"باراك أوباما" استقالة الجنرال "ستانلي ماكريستال" قال إن رحيل ماكريستال ليس إلا تغييرًا في الأشخاص وليس في السياسات، وأضاف أن "الأمريكيين لا ينكصون أمام الحقائق أو المهام الصعبة ... إننا نقف بعزم وبمثابرة".
بالرغم من ذلك، فإن الرئيس أوباما والشعب الأمريكي لا يواجهون الحقيقة البغيضة في كون الولايات المتحدة في أفغانستان ارتكبت بصورة روتينية فظائع في حق المدنيين الأبرياء. وبالتملص من تلك الحقيقة، فإن الولايات المتحدة تعزز شعورًا بالاستثنائية والتي في أجزاء أخرى من العالم تتسبب في حالة من الاستياء والعداء.
وأثناء الحملة الانتخابية ومنذ توليه منصبه، وقد شدد الرئيس أوباما بإصرار على وجهة نظره بأن الهجمات ضد المدنيين دائمًا عمل إجرامي؛ بالطبع ما لم تكن الولايات المتحدة هي الجاني، ففي هذه الحالة فقط فإنها مبررة!!
لقد سمعنا ذلك مجددًا عندما أكد الرئيس للشعب الأمريكي أننا سوف نثابر في أفغانستان. حيث قال: "إننا لن نسمح بملاذ آمن لـ "الإرهابيين" الذين يريدون تدمير الأمن الأفغاني من الداخل، وشن هجمات ضد الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال في بلدنا وحول العالم."
وبالنظر إلى أمن المدنيين الأفغان، فمن الأهمية بمكان أن نسأل عن سبب اختيار الجنرال ماكريستال في 12 مايو عام 2009 ليحل محل الجنرال ماكيرنان كقائد أعلى في أفغانستان.
لقد ذكرت التقارير الصحفية أن الأمر يرجع إلى كونه تمتع بخبرة في تنسيق العمليات الخاصة بالعراق. وتلك الخبرة تضمنت تنظيم فرق الموت، والتخطيط لمداهمات ليلية، وتنسيق عمليات اغتيال سرية. لقد أثبت ماكريستال، منذ تعيينه، أن في استطاعته تنظيم أعمال وحشية ضد المدنيين الأفغان وأن يقدم نفسه في ذات الوقت على أنه حامي المدنيين. واعتمد في فعل ذلك على مساندة وتعاون من جانب وزير الدفاع "روبرت جيتس"، والجنرال بيترايوس، والرئيس أوباما؛ وجميعهم شركاء في الذنب.
ونحن، أنفسنا، تقع على عاتقنا مسئولية فحص النماذج المقلقة من المعلومات الخاطئة التي تتعلق بهجمات الولايات المتحدة/ الناتو ضد المدنيين الأفغان. وفي كل حادثة من بين 11 وقعت منذ التاسع من أبريل عام 2009، قتلت القوات الأمريكية مدنيين أبرياء، ثم انخرطت عقب ذلك في عملية تستر؛ مؤكدة أنها قتلت عناصر مسلحة، ولكنها اعترفت في نهاية المطاف بقتلها لمدنيين. وأصدر مسئولو الولايات المتحدة/ الناتو اعتذارًا رسميًا.
ومن المتوقع أن يكشف موقع "ويكيليكس" عن فيديو يبرهن على مسئولية الولايات المتحدة عن الغارة الجوية التي وقعت في الرابع من مايو عام 2009 والتي قتلت ما يُقدر بنحو 86: 140 مدنيًا؛ معظمهم من النساء والأطفال. وقد بذل المسئولون العسكريون للولايات المتحدة والناتو خلال الأيام والأسابيع التي تلت الهجوم، جهودًا متضافرة لتجنب اللوم بشأن هذا الحادث.
واحتفظت حملة "أصوات من أجل اللا عنف البناء" بقائمة، وهي بلا شك قائمة جزئية، بهجمات الولايات المتحدة/الناتو، منذ أبريل 2009، والتي أوقعت ضحايا مدنيين. وفيما يلي مقتطفات تتعلق بوصف هجوم الرابع من مايو 2009.
الزمان: 4 مايو 2009
المكان: إقليم فرح بالقرب من بلدة "جيراني"
الملابسات: قدرت التقارير الإعلامية أن بين 86 إلى 140 شخصًا، معظمهم من الأطفال، قد لقوا مصرعهم خلال هجوم جوي أمريكي. وبحسب وكالة رويترز للأنباء فإن فقط 22 شخصًا من الضحايا كانوا من الذكور البالغين.
الرد المبدئي للولايات المتحدة/ الناتو
يوضح التسلسل الزمني التالي محاولات متعددة من جانب المسئولين الأمريكيين لتفادي اللوم.
6 مايو 2009— المسئولون الأمريكيون يدفعون ببراءتهم، مصرحين أن تحقيقات قد بدأت في الحادث.
6 مايو 2009— وفقًا لصحيفة "الجارديان" صرحت النقيب "إليزابيث ماثياس"، وهي متحدثة باسم الجيش الأمريكي، أن "هذا لم يكن من فعل قوات التحالف، ولكن قوات الأمن الوطني الأفغاني هي من طلب دعمًا جويًا قريبًا؛ وهو القرار الذي تمت مراجعته من قبل القيادة الأفغانية".
7 مايو 2009— أعلن تقرير من الخدمة الصحافية التابعة لإحدى الخدمات المسلحة بالجيش أن فريقًا يقوم حاليًا "بالتحقيق في التقارير المتباينة بشأن الأحداث التي أدت إلى سقوط الضحايا. وتشمل تلك التقارير الادعاءات التي ذهبت إلى قيام طالبان بإلقاء قنابل يدوية على المنازل من أجل "تلفيق التهمة" للقوات الأفغانية وقوات التحالف".
وصرح وزير الدفاع الأمريكي "روبرت جيتس" أن: "الولايات المتحدة وشركائها في التحالف يبذلون ما في وسعهم لتفادي سقوط ضحايا مدنيين". واضاف قائلاً: "عندما يكون هناك ضحايا مدنيين بسبب القوات الأمريكية وقوات الناتو ، فإن الأمر يحدث دون تعمد. أما عندما تتسبب طالبان في سقوط ضحايا، فإنه يحدث عمدًا."
8 مايو 2009— أكد الكولونيل "جريج جوليان"، المتحدث باسم البنتاجون، أن التقديرات الأولية لعدد القتلى كان "مبالغ فيها إلى حد كبير".
10 مايو 2009— أشار الجنرال "ديفيد بيترايوس" خلال لقاء مع المذيع "مايك والاس" إلى أن طالبان تُجبر الناس "على البقاء في المنازل التي تشتبك طالبان منها مع القوات الأمريكية."
15 مايو 2009 — ألقى قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية الجنرال "جيمس كونواي" باللوم مجددًا على طالبان في سقوط الضحايا المدنيين. وقال: "نعتقد أن هناك عائلات قد قُتلت على يد طالبان بالقنابل اليدوية ونيران البنادق، وهو ما تم استعراضه وإبرازه كخسائر ناجمة عن الغارة الجوية."
الولايات المتحدة والناتو يعترفان أن القتلى كانوا من المدنيين غير المسلحين
13 مايو 2009 — في أشارة إلى هجمات الرابع من مايو، أقر السفير "كارل إيكينبري" خلال مقابلة مع الصحافة الأفغانية أن "هناك أعداد من المدنيين قد لقوا مصرعهم، وأعداد أيضًا مصابين. ونحن لا نعرف الحصيلة الكلية بدقة. وأنتم على دراية بان رئيس الولايات المتحدة، ووزيرة خارجيتنا ووزير دفاعنا قد أعربوا جميعًا بكل وضوح عن تعازيهم لما حدث."
2 يونيو 2009— وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن "تحقيقًا عسكريًا انتهى إلى أن القوة الأمريكية قد ارتكبت أخطاء جسيمة في تنفيذ بعض الغارات الجوية غربي أفغانستان في 4 مايو والتي كانت قد قتلت العشرات من المدنيين الأفغان، وذلك بحسب مسئول عسكري أمريكي رفيع."
ومع كل الاحترام الواجب لصراحة السفير إيكينبري، وبالأخذ في الاعتبار أن التعازي ربما بلغت أفغانستان، فإننا نريد بالرغم من ذلك أن نقول أنه ليس في استطاعتنا العثور على أية تسجيلات لمسئولين أمريكيين يعربون علنًا، بشكل صريح، عن أسفهم للهجوم الأمريكي ضد المدنيين الأفغان في الرابع من مايو 2009. ومع ذلك فقد لاحظنا فعليًا أن المسئولين الأمريكيين، بعد أسبوع واحد، قاموا بتعيين الجنرال ماكريستال ليحل محل الجنرال ماكيرنان. ويبدو أن هذا التعيين قد أعلن نية الولايات المتحدة تحويل الهجمات ضد المدنيين الأفغان إلى حيز العمليات السرية، الأمر الذي يجعلها أكثر سهولة في التملص من اللوم.
منقول من موقع مفكرة الإسلام
| |
|